(من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله)
(في الوش مراية وفي القفا سلاية)
من بره ...... انه أول شيء يهتم به الإنسان. يهتم بالقشرة ويحكم على الظاهر
ينظر إلى السطح ويترك الباطن لأن الدنيا أصبحت مليئة بالشر والخطية، فكلنا نخطي كل يوم وهنا نجد نوعية من البشر متخصصون في الحكم على التصرفات فيقولون هذا خبيث وهذا طيب وهذا ناكر للجميل وهذا يبدى غير ما يخفى أي ( من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله )
ولكني اسأل هؤلاء الذين يحكمون على غيرهم :
- من الذي أعطاكم هذا الحق ؟ من عينكم قضاة على الناس ؟
- هل الوقت عندكم ليس له قيمة حتى تضيعونه في الحكم على الناس ؟
- هل لا تعرفون أنكم بذلك تشوهون صورة الناس ؟
- وهل تقبلون ذلك على نفوسكم ؟
- وحتى إن كان فعلا أن مَنْ تتكلمون عليهم أشرار، فهل معنى هذا أنكم وجدتم مبرر لهذه التصرفات؟
أصدقائي واحبائى لنهدأ قليلا وننظر ونفكر فيما نفعله ونقوله هل نحن لنا الحق في الحكم على الناس؟
هل نحن نعلم كل شيء عن حياة الشخص الذي نظهره أن من الداخل شرير ومن الخارج أمير؟
وحتى فعلا إن تأكدنا من مَنْ نتكلم عنه أن ما في باطنه غير ظاهره هل هذا يجعلنا أن نشوه صورته أمام أنفسنا وأمام الناس؟
والإجابة على هذه التساؤلات تكمن في وجود بعض الحقائق التي تغيب عن أذهاننا وهى:
أن الوحيد الذي يعلم الباطن والظاهر هو الله , كما أننا عندما نحكم على الناس نسلب الله حق من حقوقه وهو حق الحكم والحساب, كما أن الله من محبته يستر على عيوبنا فهل ننسى ذلك ونكشف عيوب الناس.
تعالوا نسمع إلى إرشاد الله لنا عن هذه الأخطاء في الكتاب المقدس :
- "لي النقمة أنا أجازى يقول الرب" (رومية 12 : 19 ) .
- "لا تدينوا لكي لا تدانوا" (متى 7 : 1 ) .
- "لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها" (رومية 2 : 1 ) .
- "فقال الرب لصموئيل لا تنظر إلى منظره وطول قامته لأنى قد رفضته. لأنه ليس كما ينظر الإنسان. لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" (صموئيل الأول 16 : 7 ) .
من خلال ما سبق نتعلم ألا نحكم على أحد بل أن نحب الجميع فقد نحكم على شخص حكماً قاسياً ثم بعد ذلك نكتشف أننا قد أخطئنا في حقه وحينها ماذا سيكون موقفنا إلا الخجل والخزي!
لندع الحكم على الخلق للخالق ونهتم بتصليح عيوبنا حتى لا يأتي أحد ويقول علينا :
( من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله).
اللي بيته من إزاز ما يحدِّفش الناس بالطوب
--------------------------------------------------------------------------------
ما أروع هذا المثل الشعبي فنحن كثيراً ما نسمع هذه الكلمات الخارجة من الحكمة الإنسانية ولكن ليس في كل الأحيان تتفق كلمات الناس مع إرادة وكلمات وفكر الله وإني معك اليوم عزيزي الشاب وعزيزتي الشابة لنبحث هذا الأمر سويا ونعرف ما هو فكر الله لنا.
يتكلم هذا المثل على فكرة هامة وهي :
أننى لا يجب أن أهاجم الناس وانسب إليهم الخطأ تلو الآخر (ما يحد فش الناس بالطوب ) لأني أنا أيضا بداخلي أخطاء وعيوب ( اللي بيته من قزاز )
وإن فكرنا في هذا المثل نجده فعلاً ينبهنا إلى خطأ وشر نقع فيه العديد من المرات في كل اليوم.
فكيف وأنا دائما متردد وقلق انسب الضعف والخوف والجبن إلى غيري دون مراعاة لأي ظروف أو مباديء!
إنها فرصة الآن لكي نتعلم في شبابنا ما لم نتعلمه ونحن صغار حتى لا تستمر معنا هذه العيوب باقي أيام حياتنا ويفسد المجتمع.
فعندما جاءوا بالمرأه الخاطئة للسيد المسيح وهى قد أمسكت متلبسة في حالة زنا وكانوا يريدون أن يرجموها، قال لهم السيد المسيح:
"إن كان أحد منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر" وساعتها بدأ كل واحد من الجمع الواقف ينسحب ويمشي وهو مخذول. هل تعرفون لماذا أعزائي الشباب؟
لأنهم أدركوا من خلال كلمات المسيح أن بيتهم من زجاج ( أي انه قابل للكسر في أي لحظة بسبب الخطية ) لذلك لن يستطيعوا أن يلقوا المراة بالحجارة لان النتيجة حتما ستكون دمار بيتهم أولاً.
يا ليتنا نتعلم عدم رشق الناس بكلمات الإهانة والضعف والخزي لأننا أيضا تحت هذه الآلام عينها.
لبس البوصة تبقى عروسة
--------------------------------------------------------------------------------
عندما قرأت هذا المثل تبادر في ذهني مباشرة فكرة الجمال، ولكن ما هو الجمال؟
الجمال من وجهة نظري هو الشيء الجميل الحسن الذي خلقه الله الذي عندما نراه أو نسمع عنه أو نعيشه نكون في حالة من السعادة والانبهار والفرح، كما أن الشيء الجميل الذي يخلقه الله يبقى ويدوم فهو ليس جمال مؤقت يستمر لساعات أو لأيام أو لسنين ثم يزول.
وهذا أيضا يجعلني أفكر في فكرة الجمال عند المرأة. حقيقة أرى نسبة كبيرة من بنات اليوم يعتقدون أن سر سعادتهم وهنا هم يتوقفان على مستوى جمالهم من حيث الشكل أو المظهر بشكل عام فيروحون يهتمون بأدوات التجميل وتصفيف الشعر وأنواع الملابس التي في نسبة كبيرة منها لا تليق. حقا إنها مشكلة.
للأسف فنحن في كثير من الأحيان نخضع لفكر العالم دون تمييز أو تنقية لهذا الفكر فنقبله كما هو، فمثلا فكرة الجاذبية لدى البنات أو حتى لدى كثير من الشباب اليوم تخضع لمفهوم العالم عن الجمال وهو جمال المظهر وليس الجوهر فإذا كانت هناك مثلا فتاة لا تتمتع بقدر عال من الجمال، ترى الناس من حولها لا يهتمون بها وبناء على فكرة لبس البوصة تبقى عروسة، تبدأ في الاهتمام بمظهرها وشكلها.
وفي غالبية الأحيان يصل هذا الاهتمام إلى حد مبالغ فيه فيبدأ الناس النظر إليها لأنها كانت في نظرهم ( وحشه ) وأصبحت الآن ( حلوة ) للأسف هذا كله يدور حول الجمال الخارجي الخداع الذي قد يزول في أي لحظة ولم يفكر أحدا في الجمال الداخلي الذي يبقى إلى الأبد فكثير من الزيجات قامت على الانبهار بالشكل والمظهر ولكنها انتهت بالفشل والدمار والسبب في هذا أنهم لم يبحثوا عن الجمال الحقيقي.
هل تريدون أن تعرفوا ما هو هذا الجمال الحقيقي؟ انه : "زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن "(بطرس الأولى 3: 4 ) وهذا ليس كلامي بل كلام الله المدون في الكتاب المقدس فمثلا يقول سليمان الحكيم في سفر الأمثال "الحسن غش والجمال باطل أما المر أه المتقية الرب فهي تـُمدح " (أمثال 31: 30 ).
عزيزتي الشابة ليس جمالك وجاذبيتك يتوقفان على مستوى جمال مظهرك بل على جمال روحك الوديع الهادي فالحياة الروحية أهم بكثير من الحياة الجسدية.
عزيزي الشاب جمال الفتاه التي تراها وتعجب بها لابد أن يكون جمال روحها فلا تنظر إلى جمال شكلها فقط.
اطبخي يا جارية كلف يا سيدي
--------------------------------------------------------------------------------
نحن نسمع كثيراً هذا المثل الشعبي على أفواه الناس ومن الواضح عند قراءة هذا المثل أننا نجد الفعل المراد عمله وهو( الطبخ ) مرتبط بوجود شرط وهو (كــلـّف)
أي أني بناء على هذا المثل: لا افعل المطلوب منى إلا إذا توفرت لي إمكانيات وصلاحيات معينة ، ولكي نفهم هذا المثل دعني أعطيك مثالا :
إذا رأيت احد الأشخاص يريد عبور الشارع فاني لن أساعده إلا إذا طلب منى المساعدة.
كثيرا ما يطلب منا في مواقف الحياة المختلفة أن نقوم بعمل شيء ما ولكننا لا نقوم به على الفور بل نضع أولا الشروط والحواجز لكي يتسنى لنا أن نقوم بما طلب منا ونتيجة ذلك قد نجد أنفسنا لا نقوم بعمل أي شيء مفيد للآخرين لعدم توفر هذه الصلاحيات أو الشروط وبذلك يقل فعل الخير في حياتنا.
كل ما أريد أن أقوله لك عن هذا المثل أنه ليس في كل الأحوال لكي أقوم بعمل ما يجب أن يعطوني المال الوفير أو الحق الكبير لكي أنفذ ما طلبه الأخر منى ولو فكرت قليلا لوجدت أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن اعملها من تلقاء نفسي كنوع من الخدمة الخالصة لوجه الله فعمل الخير أو المساعدة أو حتى الطلبات التي يطلبونها الناس مني يمكن أن أعملها دون تكاليف أو أجر مقابل.
ولكي يكون كلامي لك ليس مبنيا على الحكمة البشرية بل مؤسسا على كلمة الله القوية أضعك الآن في مقارنة بين ما يقوله الناس وما تقوله كلمة الله
اسمع ما قاله سليمان الحكيم أحكم أهل الأرض بوحي من الله عز وجل في سفر الأمثال :" لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله