مدخل لمشكلة الدراسة :
الانسان هو رمز الحضارة والتقدم وهو هدف التنمية ووسيلتها ، وأهم عناصر التأثير فهو القادر على الوصول بمعدلاتها الى المدى الذي يحقق نتائج وأهداف خطط وبرامج ومشروعات التنمية ، وبالتالي فإن العنصر البشري يجب أن يحتل مكان الصدارة في ميدان التنمية والعمل والانتاج
والتحدي الأكبر الذي يواجه بلادنا اليوم هو كيفية تحويل العنصر البشري من عنصر يشكل عبئاً على التنمية وخطراً على البيئة الى عنصر يكون هو دافع للتنمية في نظام محافظاً على البيئة ، فالانسان هو الذي يستثمر الطبيعة ويوظفها لإشباع احتياجاته وهو الذي يمارس نشاطاته المختلفة في البيئة وعليه يقع عبء تقدم المجتمع وعليه فإن توعية القوى البشرية ودرجة الثقافة والتعلم والوعي تؤثر تأثيراً بالغاً على درجة مشاركتها في التنمية وتقدم المجتمع (1،ص31) .
والشباب من أهم الثروات البشرية وأثمنها ، ولهذا اهتمت غالبية الاتجاهات المعاصرة في العلوم الاجتماعية و الانسانية بدراسة أوضاع الشباب واتجاهاتهم وقيمهم وأدوارهم في المجتمع ، ولعل السبب الرئيسي لمثل هذا الاهتمام يرجع الى ما يمثله الشباب من قوة للمجتمع باعتباره شريحة اجتماعية تشغل وضعاً متميزاً في بنية المجتمع.
وفي الوقت الحالي الشباب ينشأ في مجتمع يحفل بكل من التحديات والضغوط المتواصلة لابد وأن يتأثر وأن تهيمن عليه صفات التخبط في الأفكار والتذبذب في الاتجاهات التي تتحكم في ممارساته الثقافية ثنائية المضامين، والأهداف التي تتأرجح ما بين الخرافة والعلم وبين الأصالة والمعاصرة وبين الانغلاق والانفتاح ، فتارة يرفض الأوضاع القائمة وتارة يعلن تقبله لها وهو ما يعزز اللاتجانس الفكري والذي ينعكس سلباً على ممارساته وردود أفعاله تجاه المجتمع (2، ص105) وهذا ما أكدته دراسة سوزوكي شانجو 2004م Suzuki Shingo بأن معايشة الشباب لأحداث الحياة الضاغطة أدت الى عدم قدرة على التعاون والتفاعل مع الآخرين والدخول في صراعات مستمرة ، والشعور بالقلق والاحباط وعدم الثقة بالذات وأوصت الدراسة بضرورة تنظيم الاهتمام بالتوصل الى برنامج يمكن من خلاله الحد من المشكلات الناتجة عن الضغوط وخاصة في مرحلة الشباب وضرورة مساعدة الشباب على استثمار قدراتهم وإمكانياتهم (3 ، ص68).
كذلك بينت دراسة محمد محمود مصطفى 1999م الشباب لقيم مجتمعية مثل الانتماء المجتمعى الولاء الاسرى والامتثال الاخلاقى وتهميش القيم الاجتماعية التقليدية للمجتمع مما أدى إلى فتور مشاعر الانتماء والولاء لدى الأسرة والمجتمع وعدم التكيف والتلاؤم مع معايير المجتمع.(4،ص217)
فالشباب هو الهدف الأول للتنمية وهو المحرك لها ، فإذا ما وجد الرعاية المناسبة ، والخطط الملائمة، وأصبح في مقدمة القوى الدافعة والمحققة لأهداف التنمية.
والشباب يكتسب الكثير من القيم السائدة في الوسط الثقافي الذي يعيش فيه حيث تعد القيم في كل مجتمع معايير السلوك الانساني ، والمجتمع المتوازن هو ذلك المجتمع الذي ينتشر فيه الوعي بالقيم ، ومن ثم الالتزام بها ويرتبط ازدياد الوعي بالقيم والإحساس بها مفاهيم التقدم والتفاؤل والترابط ، ومن الحقائق أن الشباب يحيط به مجموعة من القيم الإجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية يتحرك في إطارها وتكون اتجاهاته نحو القضايا المختلفة في المجتمع ، متأثراً تأثيراً كبيراً بهذه القيم ومحور لإتجاهاته وآرائه (5، ص402)، ولذلك فإن الشباب لا يستطيع أن يعيش في مجتمع دون قيم تحكم سلوكه على المستوى الفردي والجماعي ، بل وتحكم سلوكه إزاء الكائنات جميعاً.
ومهنة الخدمة الاجتماعية باعتبارها من أهم المهن العاملة في مجال رعاية الشباب التي يمكن أن تحقق للشباب الرعاية المتكاملة وتساعدهم على حل مشكلاتهم واشباع حاجاتهم - بالتعاون مع غيرها من المهن – تساهم في إعداد جيل من الكوادر الشبابية القادرة على تحمل المسئولية الاجتماعية من خلال العمل الجماعي المشترك، كما تعتبر طريقة خدمة الجماعة من أكثر الطرق ارتباطاً بهذه الفئة نظراً لإنضمام الشباب الى العديد من الجماعات التي تساعد على اكتساب العديد من القيم الإجتماعية والثقافية والخبرات الجديدة في المجالات المختلفة فالجماعات تستخدم لتعديل الإتجاهات والأنماط السلوكية لأعضائها بما يتوافق مع متطلبات التقدم التكنولوجي والثقافي والإجتماعي في المجتمع حيث تقاس فعالية طريقة العمل مع الجماعات بمدى ما تحدثه من تغيير سلوكيات الشباب بحيث يسهم ذلك في تنمية قيمهم. (6، ص 52)
وطريقة خدمة الجماعة كطريقة من طرق الخدمة الإجتماعية تهتم بالتنمية البشرية باعتبارها أهم محاور التنمية والتفاعل مع المستقبل بدءاً من محورية النشاط ومتطلباته في النمو الإجتماعي وامتداد إلى انبعاث قيم ثقافة السلام الاجتماعي من خلال المشاركة الديمقراطية للشباب والتنظيمات الفاعلة في حركة المجتمع ، وإذكاء الوعي الاجتماعي للتكيف ، والتكييف لأساليب التنمية المتطورة ، وهذا ما يؤكد بأن المجتمع يدعم طريقة خدمة الجماعة باعتبارها طريقة لتربية الشباب ونمو شخصياتهم وتحدد حاجات المجتمع برامج الخدمة الاجتماعية ، ويعترف المجتمع بهذه الحاجات ويقرها ويعمل على اشباعها (7، ص102) وتزيد طريقة خدمة الجماعة حياة المجتمع خصوبة وثراء وذلك عندما يدرك كل فرد مسئولياته الاجتماعية ، بدافع من نفسه وبوحي من تصرفاته الذاتية ، ويصبح عضواً عاملاً إيجابياً في المجتمع عندما يتمتع الشباب بعلاقات ناجحة في الجماعات الاجتماعية يتحقق نضجهم الاجتماعي ويستجيبون لمقتضيات التعاون والمشاركة الإيجابية نحو العمل الجماعي التي تفرضها الحياة الحديثة.
وتتميز طريقة خدمة الجماعة بالاستجابة الكاملة الملائمة لحاجات الشباب وميولهم وهناك من الأدلة القاطعة التي تشير الى أن الشباب يكتسبون مهارات وقيم مختلفة أثناء خبرات الجماعة والعمل الجماعي المشترك فيما بينهم ونتيجة هذه المهارات والقيم ينمو الشباب ويرتقون من الناحية الاجتماعية والثقافية من أجل تنمية شخصياتهم .
لذلك يجب الاهتمام بهذه الفئة ومساعدتها والوصول بها الى بر الأمان ومساعدتها على السير في الطريق السليم والصحيح وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال غرس قيم ثقافة السلام الاجتماعي ، وخصوصاً في هذه المرحلة الحالية التي يواجه فيها المجتمع الكثير من المتغيرات والتحديات هذا الى جانب ضرورة التحول الى مجتمع معرفي مستوعب لمضامين الثورة المعلوماتية وآلياتها وثقافاتها ، بل والسعي الى إنتاج المعرفة ذاتها في تجدد وتوظيف فعال لمواجهة أزمة غياب القيم لدى الشباب .
فالقيم تكتسب من خلال عملية التطبيع الاجتماعي للفرد ومن خلال تفاعلهم الاجتماعي مع الآخرين في المجتمع فالفرد يكتسب القيم من الجماعة التي يعيش فيها وينتمي اليها وهي ان كانت تختلف من جماعة الى أخرى إلا أنها لا تختلف عن قيم المجتمع الأصل. (8، ص341)
فقيم ثقافة السلام الاجتماعي بما تحتويه من توجهات ، وبمرور الوقت تندمج في ثقافات المجتمع عن طريق أمور من بينها أن تتحول الى معايير اجتماعية وقواعد للقياس لذلك فإن قيم ثقافة السلام الاجتماعي تعتبر إطار مرجعي لسلوك الشباب في المواقف المختلفة كمبادئ أخلاقية والشباب يكتسب الكثير من القيم السائدة في الوسط الثقافي الذي يعيش فيه ، ويمكن عن طريق انضمامهم في جماعات إكساب قيم ثقافة السلام الاجتماعي والاتجاهات الايجابية والتخلص من القيم والاتجاهات السلبية.
وبهذا يتم تحقيق السلام النفسي والاجتماعي بين الشباب بما يحقق التنمية الشاملة لأن بدون سلام فلن يكون هناك تنمية وبهذا يتم إدراج مفهوم الثقافة كلغة السلام على أجندة المجتمع المصري كمنظومة للقيم والمبادئ والأخلاق .
يدور الحديث في العقد الأخير حول ثقافة السلام والتي هي امتداد حقيقي لبحوث السلام التي برزت باعتبارها فرعاً متميزاً من فروع علم العلاقات الدولية ، وذلك في الحقبة التي بدأت بنهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م ، ولم تعد الدعوة لثقافة السلام مجرد خطاب تبناه عدد من المثقفين المعادين للحرب والداعين لحل الصراعات الدولية بالأساليب السلمية ، ولكنها تحولت منذ عام 2000م الى مذهب من المذاهب المعتمدة في الأمم المتحدة.
وهي في ذلك تتبع نفس الطريق الذي اتبعته الدعوة لحوار الحضارات بعد أن ألقى الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ودعا فيه الى نبذ دعوات "صراع الحضارات" وأكد على أهمية "حوار الحضارات" وقد أصدرت الأمم المتحدة عقب هذا الخطاب الذي وافق عليه بالاجماع قراراً أن يكون عام 2001م هو عام "حوار الحضارات" وبطريقة مشابهة أصدرت الأمم المتحدة قراراً باعتبار ثقافة السلام مبدأ من المبادئ التي تعتنقها ، وفي ضوء ذلك صدرت إعلانات متعددة ، وعقدت ندوات ومؤتمرات عديدة.(9، ص2)
وعبر الزمن تبلورت فكرة ثقافة السلام لتتجاوز حدود بحوث السلام بمعناه التقليدي والتي كانت تهدف الى منع نشوب الحرب ، لتصبح ثقافة السلام دعوة عالمية فعالة تهدف الى تأكيد القيم الايجابية للتعايش الانساني والنظر الى الثقافات المتنوعة في العالم باعتبارها مصدر إثراء للتنوع البشري الخلاق .
فإن ثقافة السلام تهدف الى تغيير اتجاهات البشر للقضاء على النزاعات العدوانية ونقد ما يمكن تسميته ثقافة الحرب وترسيخ قيم احترام الآخر من خلال حوار فعال بين الثقافات بدلاً من الدعوات العنصرية للصراع بين الحضارات .
وحركة سوزان مبارك الدولية من أجل السلام حركة متطورة في الواقع لا تنطلق فقط من مجموعة مبادئ حاكمة تمثل منهجها في الدعوة لحل الصراعات بالوسائل السلمية فقط ، ولكنها من خلال الممارسة تطور آليات عملها ، وهي على وعي كامل بأهمية صياغة مفهوم عربي لثقافة السلام حيث يعني في معناه الأصلي هو الصقل والتهذيب ، فمن الضروري أن يتم صقل الابداع الانساني وتهذيبه ، ففي مناخ التغييرات المتلاحقة ، ويمكن للأفراد والجماعات أن تتكيف مع الجديد وتوفق بين واقعها والخيال الابداعي ، وبما أن كل شاب من جماعات الشباب لديه القدرة على الابداع إلا أن هذه القدرة قد تضيع إذا لم يتوفر لها من يرعاها .
فقيم ثقافة السلام الاجتماعي لها تأثير هام على جماعة الشباب ببرلمان الشباب ، وقد يظهر هذا التأثير من خلال سلوكياتهم في حياتهم اليومية حيث تحدد القيم المرغوب فيها وغير المرغوب فيها من السلوك وهي بذلك تعتبر بوجه عام موجه لسلوك الشباب وتحدد لهم اتجاهاتهم وتصرفاتهم تجاه المواقف المختلفة.
ومن جهة أخرى يحتاج الشباب ببرلمان الشباب الى تنمية قيم ثقافة السلام الاجتماعي الذي ينشأ عن تحقيق الأهداف التي يسعون اليها باعتبارهم أعضاء في الجماعة كالشعور بالانتماء والولاء واحترام آراء الآخرين وتقبل أفكارهم واستقرار علاقاتهم مع غيرهم من الأعضاء من خلال تنمية قيمة العمل الجماعي المشتركة وتنمية الاحساس بالمسئولية الاجتماعية المشتركة.
ويتم ذلك من خلال برنامج التدخل المهني لطريقة خدمة الجماعة والتثقيف والتوعية وهذا من منطلق ثقة واعتزاز بأن ثقافتنا هي سلاحنا للمستقبل في ظل تواصل حضاري تثرى فيه الثقافات بعضها البعض.
وتركز طريقة خدمة الجماعة في ممارستها على الجماعات صغيرة الحجم باعتبارها أفضل الجماعات التي من خلالها يمكن لأعضائها من التعبير عن أنفسهم ، كما تصبح أكثر قدرة في التأثير على أعضائها بما تتميز هذه الجماعات من فاعلية وديناميكية كما تسعى الى مقابلة احتياجات أو اهتمامات أو مصالح أو مشاكل أعضائها ، فهي بالتالي تحقق جوانب انمائية كتنمية قدرات الأعضاء وخبراتهم لمقابلة احتياجاتهم واهتماماتهم ومصالحهم وكذلك تحقق جوانب علاجية متعلقة بالتخلص من المشكلات أو الصعوبات التي تحد من الأداء الجماعي لأعضائها وذلك باستثمار أقصى امكانيات وقدرات الجماعة وأعضائها.(10، ص60) وهذا ما تؤكده العديد من الدراسات السابقة ومنها دراسة احمد محمد البسيونى ســنة 1991 التي أشارت بأن ممارسة البرنامج فى خدمة الجماعة مع الشباب يؤدى الى تنمية القيم منها المسئولية الاجتماعية لديهم ، وهذا ما يؤكد على اهمية الدور الذى يمكن ان تقوم به طريقة خدمة الجماعة داخل مراكز الشباب من اجل مساعدتها على تحقيق اهدافها ، وحتى يستطيع الممارسين للعمل مع جماعات الشباب داخل تلك المراكز للقيام بادوارهم من خلال أوجه نشاط البرنامج المتعددة والمتنوعة مع جماعات الشباب بنجاح.(11،ص 247) وما تؤكده دراسة سامية حافظ ســنة 1988 الى انه من الضرورى ان ينصب اهتمامات الدراسات العلمية بالتوصل الى نماذج علمية من شأنها تحديد الدور الاجتماعى للشباب وتكشف عن توجهات الشباب نحو المستقبل وكذلك التعرف على الجوانب النفسية والاجتماعية لامكانيات الشباب واستثمار طاقاته وتوجهاته نحو المستقبل .(12، ص 102)
كما توصلت دراسة محمد سيد فهمى ســنة 2000 الى تحديد دور لخدمة الجماعة فى دعم الانتماء الوطنى لدى الشباب من خلال دعم المشاركة الاجتماعية والسياسية ودعم الهوية الثقافية لديهم وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج كان من اهمها ان العمل مع الشباب من خلال طريقة خدمة الجماعة يعمل على تدعيم قيم الانتماء والمشاركة الاجتماعية والسياسية والثقافية لدى الشباب. (13، ص206)
وجاءت دراسة ( فتحى السيسى ) ســنة 2003 لتوضح الاثار السلبية للعولمة الثقافية على قيم الشباب الجامعى ووضع تصور مقترح لمهنة الخدمة الاجتماعية لمواجهة تلك الاثار ، وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج كان من أهمها تراجع القيم الاخلاقية والإنسانية واستبدالها بالعلاقات الربحية والنفسية والقيم اللاخلاقية لدى الشباب الجامعى. (14، ص 246)
دراسة على على التمامى ســنة 2005 وقد استهدفت اختبار مدى ملائمة برنامج التدخل المهنى لطريقة العمل مع الجماعات باستخدام العلاج الجماعى فى زيادة تحقيق المسئولية الاجتماعية لاعضاء جماعة التطوع بمكاتب شباب المستقبل ، وكشفت الدراسة على ان ممارسة العلاج الجماعى في طريقة العمل مع الجماعات يؤدى الى تنمية المسئولية الاجتماعية لدى الاعضاء. (15، ص702 )
هذا ما اكدت عليه دراسة Jonys Mark 1988م بأهمية دور الخدمة الإجتماعية في العمل مع الشباب وذلك من خلال المؤسسات التي ينتمون إليها ومساعدتهم على المشاركة في اتخاذ القرارات الحيوية وخاصة في مواجهة المشكلات المتعلقة بهم ، وذلك من خلال وضع البرامج والأنشطة التي تساعدهم على التكيف ، والعمل على تنشئتهم وإكسابهم القيم والاتجاهات التي تتمشى مع قيم واتجاهات المجتمع من خلال ممارسة الأنشطة التي يفضلها الشباب واستثمار قدراتهم وتنمية مهاراتهم واكسابهم الكثير من الخبرات التي تنمي شخصياتهم وتجعل منهم مواطنين صالحين في المجتمع. (16، ص105 )
دراسة Thomas 1999م حيث أكدت هذه الدراسة بأن الثقافة القومية والخبرات التاريخية لها دور في تنمية وعي الشباب في الحفاظ على قيم المجتمع إذا ما وجد الرعاية الكاملة لهم. (17، ص99 )
وأكدت دراسة Fara 1996م بأن وسائل الاعلام المختلفة تستطيع أن تكوّن ثقافة واحدة لدى الشباب، إلا أنها أوضحت أن اتجاهات الشباب نحو الأسرة والقيم الاجتماعية والآمال المستقبلية تختلف من بلد لآخر، وذلك حسب ثقافة الدول ومدى تماسكها بتلك الثقافات. (18، ص 58)
وأوضحت دراسة Spark-Barbara 2002م بأن المدخل الروائي الثقافي للشباب هذا المدخل يعتمد على لعب الشباب لأدوار ترتبط بتنميتهم من خلال مجموعة من المحددات منها : الهوية الثقافية السياسات ، النوع ، قوة العلاقات ، وأداء الشباب في الشعر وذلك من خلال ما تعلمه الشباب في المؤسسات الثقافية وتشجيعهم على حضور تلك البرامج وقياس مستوى الحركة الثقافية للشباب في الدراسة العليا وزيادة منظمات المجتمع والاعتماد على الخبرات الواقعية واختيار برامج ثقافية تتناسب مع احتياجات الشباب . (19، ص 302)
ودراسة Mindell Robert 2003م تبين تلك الدراسة دور المؤسسات الاجتماعية في تطوير القيم الثقافية في المناطق الحضرية من خلال الخدمات والبرامج المقدمة معتمدة على استراتيجية لبناء الموارد التي تخدم العملاء ، وعمل برامج تدريبية لتحسين نوعية الرعاية وبيان تأثير الثقافة على المستفيدين وقد أثبتت نتائج الدراسة أن نوعية الخدمات ترتبط بالمستوى الثقافي للمستفيدين. (20، ص 201)
كما أوضحت دراسة Nader 2003م بأن الخدمة الاجتماعية يجب أن تتغلب على ما يتحدى دورها اذا كانت ستظل قائمة بالتزاماتها المهنية ، وكذلك أظهرت بأن عولمة المشاكل الاجتماعية تجعل الديمقراطية وحقوق الانسان ، ومنع الصراعات ، وتحسين تماسك السلام بعض من الاهتمامات الرئيسية للخدمة الاجتماعية. (21، ص 167)
ولقد أستفاد الباحث من نتائج الدراسات السابقة فى صياغة مشكلة بحثه وفروضها وتحديد أبعاد المقياس الذى صممه الباحث وفى تدعيم نتائج البحث وأيضا فى برنامج التدخل المهنى لاكساب جماعة البرلمان الشبابي قيم ثقافة السلام الاجتماعي لهذا تهدف طريقة خدمة الجماعة الى مساعدة الجماعة من أعضائها لتنمية قدراتهم لإنجاز المهام وتقوية العلاقات الاجتماعية وتحقيق الأهداف المجتمعية عن طريق الخبرات التي تتيحها البرامج والأنشطة التي يشترك فيها الأفراد ،
وتستخدم طريقة خدمة الجماعة البرنامج كوسيلة لتنمية الاتجاهات الايجابية (تنمية قيم ثقافة السلام) لدى جماعة البرلمان الشبابي ، وزيادة الوعي بأهمية هذه التنمية ، حيث يعتبر البرنامج في خدمة الجماعة أحد الوسائل الهامة التي تعتمد عليها لتحقيق أهداف تربوية وثقافية تتعلق بنمو الجماعات ، والمجتمعات ، وهذا البرنامج يشمل النشاط ، والعلاقات والخبرات في ردود الأفعال والسلوك والاستفادة بخبرات أعضاء الجماعة وهو وسيلة لتحقيق غرض من أسمى وأعمق من مجرد مزاولة الأنشطة وأفعالها .
وتأسيساً على ما سبق تحددت مشكلة الدراسة في قضية مؤداها ، ما طبيعة العلاقة بين البرنامج في طريقة خدمة الجماعة وتنمية قيم ثقافة السلام الاجتماعي لدى جماعة البرلمان الشبابي؟
ثانياً : مفاهيم الدراسة:
1. مفهوم القيم :
يعتبر مفهوم القيم من المفاهيم ذو الأهمية في علم الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس ففي علم الاقتصاد عادة ما تكون نظرية القيمة المشتركة في نظرية السعر ، وبالنسبة لعلم الاجتماع تعتبر القيم حقائق مكونة للبناء الاجتماعي يتم التعامل معها على أنها أشياء نادرة نتيجة احتياج كبير لها من الناحية الاجتماعية.
والقيم أيضاً تعتبر عناصر بنائية مشتقة من التفاعل الاجتماعي وتعبر عن مكونات أساسية للمجتمع الانساني كما أن دراستها تعتبر شيئاً هاماً للبحث الاجتماعي. (22، ص 112)
كم أن القيم تشير الى أنها تمثل انعكاسات فعلية أو توجد لدى الانسان أو تخلق لديه الحاجات ، وتظهر القيم من خلال سلوك الفرد في الموقف الحالي. (23، ص64 )
كما تعني القيم بأنها «حب الناس والرغبة الصادقة في المشاركة الوجدانية والترحيب بالبذل والعطاء دون انتظار الجزاء» ( 24، ص 128)
كما تعرف بأنها «تصورات صريحة أو ضمنية تحدد مظاهرها في اتجاهات الأفراد والجماعات واتجاهاتهم السلوكية وترسيخها ببقية مكونات البناء الاجتماعي» (25، ص 48)
كما تعرف القيم على أنها «مجموعة من المبادئ الأخلاقية والعقائدية الأساسية التي ينبغي أن يلتزم بها الأشخاص في حياتهم اليومية ويستخدمونها في توجيه سلوكياتهم وأفعالهم»
كما تعرف بأنها «تفصيلات يتوصل اليها الناس من خلال التفاعل الاجتماعي ومن خبرات المعيشة المشتركة التي مروا بها ، أو هي أفكار يستخلصها الناس من خبراتهم وتفاعلاتهم وينظرون لها على أن لها قيمة في حد ذاتها» (26، ص 54)
وتعتبر القيم ذات الزام جمعي يخضع لمنطق المجتمع ونظمه وقوانينه الاجتماعية ، فإذا كانت تنطوي على الأوامر والنواهي الاجتماعية والوسائل والغايات المقبولة اجتماعياً ، فإن الذي يخرج عليها يعرض نفسه لطائلة الجزاء الاجتماعي والأخلاقي في المجتمع.
ويمكن للباحث أن يعرف قيمة ثقافة السلام اجرائياً بأنها عبارة عن:
«مجموعة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدينية التي تنبع من خبرات اجتماعية ، تنبع من داخل الفرد»
1. عبارة عن مجموعة من المبادئ التي يكتسبها الشباب من خلال التفاعل الجماعي
2. ويتم اكتساب هذه المبادئ من خلال الأنشطة الجماعية المشتركة
3. ويتم إلزام جماعي نحو هذه المبادئ بأنها قيم إلزامية
4. ويلتزم أعضاء البرلمان الشبابي بهذه القيم في سلوكياتهم
5. تتمثل هذه القيم: (1) قيمة احترام آراء الآخرين (2) قيمة العمل الجماعي (3) قيمة المسئولية الجماعية.
2. مفهوم جماعة برلمان الشباب:
الشباب في اللغة العربية مشتقة من الفعل «شبّ» وجمعه شباب وشبان و «شبيبة» وهي خلاف الشيب والمؤنث «شابة» وجمعها شابات والشباب من أدرك الى سن الثلاثين ، والشباب تعني القوة والحداثة ، وشباب الشيئ أوله ، ويقال لقيته في شباب النهار وتعرف في اللغة الانجليزية بأنها مرحلة البلوغ وحتى تمام النضج وقد يضاف الى ذلك مرحلة الطفولة المتأخرة ويقع بين 15 – 24 سنة كما قد يرى البعض أنها تقع بين 16 – 25 سنة. (27، ص 25)
ولقد عرّف معجم العلوم الاجتماعية الشباب بأنهم الأفراد في مرحلة المراهقة أي الأفراد بين مرحلتي البلوغ الجنسي والنضج أحياناً ويستعمله بعض العلماء ليشمل المرحلة من العاشرة حتى سن الحادية عشر الا ان الفترة التي تنتهي منها مرحلة الشباب غير محددة وقد قيدها البعض الى سن الثلاثين. (28، ص 12)
كما حددها الاجتماعيون «فترة الشباب» بأنها الفترة التي تبدأ حينما يحاول المجتمع تأهيل الشخص لكي يمثل مكانة اجتماعية ، ويؤدي دوراً أو أدواراً معينة في حياته وتنتهي حينما يتمكن الفرد من احتلال مكانة أو أداء دوره في السياق الاجتماعي وفقاً لمعايير التفاعل الاجتماعي ولذا يعتمد تحديدهم للشباب كفئة على طبيعة ومدى اكتمال الأدوار التي تؤديها الشخصية الشابة في المجتمع.
يتبع