جمال ام سليمان.من الرئيسالقادم
يكاد يتوقف مصير الامة المصرية وحاضرها القادم علي ثلاثة اشخاص ظاهرين للعيان. وهؤلاء هم السيد جمال مبارك ابن الرئيس حسني مبارك. والثاني هو السيد عمر سليمان مدير المخابرات العامة. والثالث هو الرئيس مبارك الحاكم الفعلي لمصر..هناك اقاويل عديدة وسيناريوهات كثيرة متشابكة. لا تستطيع ان تشير الي ايا منها لتقول. ان هذا ربما يكون هو الارجح بين الاخرين.لان كل ما يخص امور الحكم في مصر. يكاد ان يكون خفيا إلا علي بضعة افراد من بينهم هؤلاء الذي ذكرتهم من قبل.وعلي ذلك لا يستطيع احد ان يجزم بترجيح اي سيناريو عن بقية السيناريوهات الاخري.وان كان ارجح السيناريوهات التي تستطيع ان تستنتجها من طريقة عمل النظام المصري. هو سيناريو ترشيح الرئيس مبارك لفترة رئاسية جديدة.هذا ان كان لدي الرجل الصحة التي تساعده علي تولي هذا المنصب الرفيع.فعلي حسب ما تعودنا من عمل النظام المصري. ان الرئيس يظل في منصبه حتي قضاء الاجل.ولا يبدو ان في الافق ما يشير الي ثمة تغيير قادم.فكل ما يحدث يدلل باليقين ان النظام يرتب لان تظل قبضته محكمة مسيطرة علي الامور. وفي نفس الوقت لا توجد مؤشرات تقول بتغيير ملحوظ يبدو قادما في الطريق.حتي التعديلات الجديدة التي اقرها النظام مؤخرا. لم تبدل كثيرا في بنية النظام او طريقة عمله.بجانب ان السينايورهات الاخري اغلبها مرتب في مطبخ الاعلام. ولا احد يدري صحتها من عدمها.مثل سيناريو تولي السيد جمال مبارك رئاسة الجمهورية. هناك معطيات لتبني البعض مثل هذا السيناريو. لكن كواقع علي الارض لا يوجد له سند قوي حسبما اعتقد.كذا سيناريو تولي السيد عمر سليمان هو مجرد معطيات هامة.ولكن لا يمكن الحكم عليه. لاسيما ان ضخامة هذا السيناريو يحتاج الي ما هو اكبر من ذلك.لذا اعتقد اننا يجب ان نتعامل مع الواقع كما هو لا كما نتمني.والواقع يقول ان الرئيس في مصر لا يتغير.حتي يأتي امر الله.ليأتي بعده خليفته حسبما تقرر النخبة الحاكمة التي حول الرئيس.سواء لاختيار اسمه او طريقة فرزه.وهي في الغالب طريقة غير ديمقراطية.ولا تراعي في المقام الاول غير صالح هذة النخبة.لذا لست اعتقد ان ثمة تغيير قد يحدث في مصر قريبا.ربما تحاول النخبة التحسين او ما اسميه بلع السيناريو القادم.ذلك ان لم يرشح مبارك نفسه لفترة رئاسة قادمة.ولكن في كل الاحوال السيناريو الذي ستختاره النخبة لتحديد شخصية الرئيس القادم هو ما سوف يكون.علي الجانب الآخر لا يجب ان نغفل ان هناك في مصر مشاكل وازمات عديدة.وان كانت هذة الازمات والمشاكل لا تؤثر كثيرا في صانع القرار.لانها لو كانت تؤثر فيه لتحسن عمل النظام منذ فترة بعيدة.لذلك اعتقد ان صانع القرار سوف يتغافل عن هذة الازمات والمشاكل.وكل ما سوف يفعله ان يحاول تحسينها او تجميلها قدر المستطاع.لان علاج اي مشكلة يوجب ان تعتقد بوجودها اولا.واعتقادي ان النظام لا يري مشكلة حقيقية يمكن ان تقود الي تبديل او تغيير في الحكم.وتخوفه الاكبر يكاد ان ينصب تجاه الاخوان.وان كان لهذا التخوف مبرراته.لكني اعتقد ان التخوف الاكبر لن يأتي من الاخوان.وان التحدي الاكبر بالنسبة للنظام المصري هو في مشاكل وازمات الشعب.لانني اعتقد ان امراض النظام نفسها انتقلت الي من يحكمهم بدرجات متفاوتة.وهذة الامراض باعتقادي انتقلت الي جماعة الاخوان والنخبة المثقفة.وهي بذلك تصبح عاجزة عن احداث تغيير حقيقي في التربة المصرية.ذلك ما لم يحدث تغيير بداخلها اولا.والاخوان يبدون انهم يقاومون حدوث اي تغيير بداخل جماعتهم.وهم راضون عنها فيما يبدو.وكذا النخبة المثقفة لا توجد دلائل تؤكد ان هناك تغييرا قد يحدث في صفوفها.لذا الشعب المصري لن يجد من يقوده الي احداث هذا التغيير الذي نتحدث عنه. ولا وجود له علي الارض فيما اعتقد.ويبقي فقط التغيير الذي قد يحدث علي الشعب المصري نفسه.وهو يحمل في داخله كل امراض هذة النخبة المحركة للقطار المصري.سواء تحدثنا عن النخبة الحاكمة او جماعة الاخوان او جماعة المثقفين.الشعب يحمل في داخله امراض هؤلاء جميعا.بجانب امراضه هو شخصيا.والتي يستطيع ان يشخصها لنا علماء الاجتماع.ولكن كواقع لا يبدو ان الشعب في سبيله الي التحرك.اما عن حاولنا ان نفترض. فاعتقد ان التغيير قادم من قبل الشعب.وهو قادم من قبل ما اطلقت عليه امراض الشعب وتفاعلها بداخله.ولكن هذا يحتاج الي تشخيص دقيق كما قلت.لتستطيع ان تجزم هل سيتحرك الشعب المصري بالفعل.ومتي سيحدث ذلك.وفي كل الاحوال ان حدث هذا التحرك. بالتأكيد لن يكون تحرك منظم.بل سيكون اقرب الي الفوضي منه الي الفعل المنظم.وان كنت اتمني ان يقبل النظام بالتطور الطبيعي في تاريخه.وهذا التطور يقتضيه ان يتعامل مع الامور بمنطق وعقل وحساسية اكبر من ذلك.وهو كما اتخيل يقضي بان يساير النظام تطورات وتفاعلات الاحداث.وان يتعامل بمرونة اكبر مع مشاكل وازمات الشعب.وهي تقول بوجود خلل واضح في بنيته يجب علاجه.وهذا الخلل يقينا لا يعالج بان يظل الوضع علي ما هو عليه.لذا يجب ادخال روح جديدة علي شكل النظام لتساعده علي الاستمرار والبقاء.واعتقادي ان هذا لن يحدث إلا باختيار موفق لشخصية الرئيس القادم.شخصية بروح جديدة وعقلية مختلفة عن العقليات المتصلبة الحالية. وعليهم بالتعلم من امريكا ان ارادوا.بجانب حدوث بعض التغييرات التي لابد وان تحرك المياه الراكدة في الحياة المصرية.هذا ان وجد النظام ان هناك خللا بالفعل في الدولة المصرية.واعتقادي ان الشواهد علي ذلك كثيرة.ولكن المهم من يري ومن يسمع