في ساعة الجمعة .. أو بعد الصلاة بساعة
حارتنا تهيص
دا بيصللي على الهادي و بيسببح
و دا بيضحك أوي لجيرانه و يصببح
و دول .. شلة شباب بيبوصصوا على الحلوه اللي ناشره قميص
و دا ماشي بيغني كإنه بيشخخر
و دي هناك فاتحه شباكها و بتبخخر
و دا بيخرج و دا بيخوش
و دي بتكنس و دي بتروش
و واحده مطللعه السجاجيد و بتنففض و بتروّق
كإن حارتنا دخلتها الليلادي و قاعده تتزوّق
و قدام البيوت أطفال
على إيديهم و في وشوشهم و في هدومهم .. تلاقي تراب
جُداد عالدنيا .. لسه يادوب بيخبّطوا عالباب
دا بيجيب طوب عشان يترصّ
و دا بيددي لصاحبه مقص
يعيط واد لحد ماحسّه بيغلّق
تلاقي امه التخينه طالعه بتشللق
" الهي ماتوعوا تصطبحوا و لا توعوا تلاقوا الزاد
الهي تنقطع إيد اللي زق الواد"
يقوم جوز التخينه بالفانيله يبوص
تشوف جسمه .. تحس انه .. سيجاره و اتطفت مالنص
و يشخط في ابنه
" يابن الكلب .. بتفرّط في حقك ليه ؟؟؟!!!
أنا عايزك تسيّح دم
و اللي ماربوهوش أهله .. علينا اننا نربّيه "
تسرسع واحده من أوضه كإنها خنّ
" طلعلك والله صوت يا سهُن"
و تطلع واحده تترقّص
تقولها " خُفت انا .. يامّي
ياريت ياختي تلمّي الدور و تتلمّي "
و دا دمّه خلاص فاير
و دي تفضح .. و دي تعاير
تقول واحده لجارتها.. " يامّو نص لسان .. يا نمّامه "
ترد جارتها .. " يلا يا شحاتين الأكل .. يا لمامه "
و دا مسكوه زمان مع مين
و دي ظبطوها أبصر فين
تزوغ عينك مابين شاتم .. و بين مشتوم
و يخرجوا بالسِنَج و الشوم
و في وشوشهم غضب والع
و طوب نازل .. و طوب طالع
و دا سكران بسب الدين و مش بيفوق
و دي بتحدف طبيخ من فوق
و دا حطوله راسُه في التراب .. بِيسِفّ
و دا بيدّي لدا شلوت .. و دا بِيتِفّ
و دا وارم
و دا مبطوح
و دا مجزوع
و دا مجروح
و انا واقف و باستغرب
و اقول " ياربي .. ياربي "
يقوللك .. فقرهم بكره يربّيهُم
و هوا الفقر متربّي ؟؟؟!!!
-------------------------------
عالناصيه
تشوف نفس العيال .. هايصين في لعبتهُم
بيتشاقوا .. و يتخاصموا .. و يتصالحوا
كإن حارتنا دي بيتهُم
قال الواد اللي زق الواد .. جايبلُه توت
و بيقول " كُل و ماتوقّعش "
و دل لإن العيال .. غير الكُبار
بقلوب مابّتبَقّعْش
و تسمع فرملة عربيه قدام طفل
فايصرّخ لإنه اتخضّ
حارتنا في لحظه تتزلزل
يسيبوا رجّالتها الضرب و الشلاليت ... و نسوانها يسيبوا العضّ
و يجروا بسرعه عالعيل .. و يتلمّوا أوام حواليه
دا بيطرطشلُه قال ميّه على وشٌه
و دا يدلّكلُه قال ضهره
و دي بتدعك إيديه و رجليه
و تتلاقى الوشوش من تاني
و تترغرغ عيون بدموع
و من فوق الوشوش كَسْفَه
و تسمع مِيت " انا غلطان "
و تسمع مِيت " ماتزعلشي "
و " آسف " .. و " أنا آسفه "
و مِيت " فَوّت لاخوك يا شقيق "
و مِيت لعنه على الشيطان
و ميت لعنه لساعات الضيق
تقول واحده لصاحبتها
" عشان وزّة شيطان بينّا ... نسيتي العِشْره يا وليّه ؟!!
و هوا ابنك دا مش مولود على إيديّا ؟؟!! "
يقول واحد لجارُه " تنقطع إيدي
إذا مدّيتها تاني عليك
تعالى ياخويا خد حقّك بإيدك و ابقى مش راجل
إذا فّكرت أصُد إيديك "
يقولّه جاره " إخص عليك
نسيت لما عييت مرّه
و انا شِلتك على المستشفى .. عزّ الليل
مانابني شيء غير السقعه .. و هدّ الحيل "
و في دقيقه
تلاقي حارتنا تتحوّل لشلّال بُوسْ
على الاكتاف .. و عالخدّين .. و فوق الرُوسْ
و تلقى الودّ بعد البعتره .. يتلمّ
و ريحة الأكل .. زغروطه
و أخبار حلوه .. يعرفها الغلابه عن طريق الشَمّ
و تتمدّد طبالي تاني في الحارة
و يعملوا تاني غِدّيوَه
و زادها يادوب كلام طيب .. على ابتسامات .. على دموع في العيون باقيه
على لحمه ... على بصاره
و يحلف حد مالرجّاله
" والله ماتتغدّوا الا ويّايا "
و دا في حارتنا طبع قديم
حارتنا بتعبد العِشْرَه
و فضّاحه .. و مفضوحه .. و نسّايه