عالم القبر

عالم القبر قال الله تعالى في كتابه الحكيم : (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ) في هذا الحديث سنتحدث حول عالمٍ مرتبط بعالم البرزخ ، وهو عالم القبر. البحث الأول : معنى القبر أولا،ً يجب أن نتسائل ما هو معنى القبر ؟ الذي يظهر من الروايات الواردة حول القبر أن هذه الكلمة تُطلق في مصطلح الروايات على معنيين، المعنى الأول هو عبارة عن حفرة ذات أبعاد محدودة. هذا الإنسان الذي لا يقنع بشيء ولا يرضي طموحه بشيء ويعيش في حالة عطش دائم ، هذا الإنسان يوضع في حفرة ذات أبعاد محدودة . هذه الحفرة يمكن أن يكون عمقها 40 سم، وعرضها 40 سم ، وطولها 175 سم. هذا المئال الذي يئول إليه الإنسان . يوضع في مكان محدود وهذا هو مصيرنا جميعاً. الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول في نهج البلاغة :( وحفرة لو زيد في فسحتها، وأوسعت يدا حافرها، لأضغطها الحجر والمدر وسد فرجها التراب المتراكم) الحفارين عادة يحاولون أن يقتصروا على أقل الواجب . في كثير من البلاد يجعلون الأموات في طبقتين. فالحافر يريد أن يرتاح من هذه المهمة ولا يبذل جهد ولا تعب فيحاول أن يختصر إلى أبعد حدود الاختصار. الإنسان لما يوضع في لحده المحدود يهيلون عليه التراب أو اللدن. حتى لا يبقوا أي منفذ للقبر. كلامنا السابق هذا في أحسن الفروض ، أن القبر الذي يوضع فيه الإنسان هو هذا. وفي بعض الأحيان القبر يكون عبارة عن: · بطن حوت يجوب في البحار. الإنسان إذا أكله الحوت في البحر يكون قبره بطن الحوت. · أحشاء حيوان مفترس، يأكله في الصحاري فيكون قبره أحشاء هذا الحيوان. · أو يكون قبره بئر يسقط فيه الإنسان . ورد عن الإمام الصادق عليه السلام وقالوا له : رجل سقط في بئر وما نتمكن أن نخرجه فماذا نفعل ؟ فقال الإمام : أغلقوا فوهة ذاك البئر . فالبئر يكون قبره . · أو ربما يكون القبر عبارة عن خابية ، آباءنا وأجدانا اللذين كانوا يسافرون عبر البحر ويموتون هناك ، من الناحية الشرعية إذا شخص مات في عرض البحر ما الحكم ؟ الحكم هو أن ننتظر اليابسة وندفنه هناك . لكن في العهود القديمة ما كان ممكنا لأنه إلى أن يصل لليابسة تتحل جثته وتتعفن ، فكانوا يأخذون خابية (الجرة الكبيرة) فيضعون الميت فيها ويغلقون فوهتها ويرمونه في البحر ، فيكون قبره هذه الخابية. وإذا لا توجد هناك خابية يجب أن يثقل الميت بشيء ثقيل ثم يرمى في البحر. فالقبر بمعناه الأول : عبارة عن مثوى الجسد. ويمكن أن يكون هذه الحفرة المحدودة، أو بطن حوت ، أو أحشاء حيوان مفترس، أو خابية ترمى في البحر، أو بئر تغلق فوهتها ، ويمكن أن يكون صحراء من الصحاري. هل هنالك معنى ثاني للقبر ؟ الجواب: نعم المعنى الثاني للقبر : هو مثوى الروح . البحث الثاني :العوارض والحوادث تجري على الإنسان في القبر بالمعنى الأول وفي القبر بالمعنى الثاني. من العوارض التي أشير إليها في الروايات، والإنسان دائما يجب أن يتذكر هذا العارض في خضم هذه الحياة التي تلهي الإنسان (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ) هذا العارض الذي يعرض هو البلى ، الإنسان عندما يموت تبدأ مجموعة من العوارض على هذا البدن ، هذا البدن الذي يهتم به الإنسان ويتأثر إذا أصابه عارض بسيط فكيف إذا أصابه عارض مهم ، هذا البدن الذي نصرف وقت طويل في تزينه وتجميله وتنميته وتغذيته بمجرد أن يموت تبدأ مجموعة من العوارض إما في لحظة الموت أو بعد فترة قصيرة من الموت. · العارض الأول : التلون . الدم ينحدر إلى مناطق معينة من البدن ، فتتلون تلك المناطق . إذا رأيتم ميت في منطقة الظهر تبدو بقعة زرقاء في ظهر الميت وفي بعض المناطق الأخرى. التلون الذي ينتج من انبعاث وانحدار الدم إلى تلك المناطق. كما يقول العلماء يبدأ بعد ساعتين من الموت. · العارض الثاني : التيبس. وهو عبارة عن انقباض عضلات الميت . من أحكام فقه الميت إذا مات الإنسان وعينه مفتوحة ( لأن ملك الموت لم يمهله ، يقول يا ملك الموت أمهلني حتى أغمض عيني حتى لا يكون المنظر قبيح فيقول انتهت مدتك في هذه الدنيا يوجد أجل محدود لا يسمح حتى بتغميض العين ) يقول الفقهاء: أطبقوا فمه إذا كان مفتوح ، وأطبقوا فكيه ، اخذوا عصابة وشدوا فكه برأسه لأن فكه ينفتح ، إذا انفتح الفك وتركنا الميت فترة تتيبس هذه العضلات بعدها لا نتمكن أن نغلق هذا الفك ، فيبقى فمه مفتوح وعينه مفتوحة نتيجة لانقباض العضلات .ومدوا يديه إلى جنبيه ، لأن إذا كانت يده مفتوحة تبقى كذلك لأنه تتيبس عضلاته فيصعب أن تعيدوا يديه إلى مكانها . ومدوا رجليه. هذه الأحكام كلها تتعلق بالعارض الثاني ، وهو عارض التيبس. · العارض الثالث: التعفن . بعد فترة بسيطة الميت تبدأ فيه رائحة عجيبة لا تطاق، في الحديث المروي في الكافي عن الإمام الصادق : ( أن الله امتن على عباده بثلاث) واحد منها :( ألقى الريح بعد الروح ولولا ذلك ما دفن حميم حميما) الإنسان قلبه لا يطعيه أن يضع أعزاءه تحت التراب ، لولا هذا العارض كان كل شخص يحتفظ بأعزاءه في بيته . ولكن من نعم الله سبحانه وتعالى أنه جعل هذا العارض الذي بعد ساعات محدودة لا يمكن لأحد أن يتحمل رائحة الميت ، حتى صديقه وحميمه لا يمكن أن يجلس معه ولو لساعة واحدة. · العارض الرابع: الإنتفاخ في البطن ، والوجه ، مقلتاه تجحظان ، عينه تبرز وبدنه يصيبه حالة من الإنتفاخ . · العارض الخامس : التفسخ ( التحلل ). الميت بدنه يتفسخ أي يتحلل ، وهذه العملية ربما خلال شهر تصل إلى أبعاد كبيرة ، النبي صلى الله عليه وآله في حديث لما سأله أبوذر : من أزهد الناس ؟ قال النبي : من لم ينسى المقابر والبلى . يجب أن نتذكر مثوانا الأخير ، في يوم من الأيام يخلونا في مقبرة وهذا البدن كله ينتهي ، علينا ألا نصرف حياتنا لشيء فاني ، هذا البدن نتيجته الفناء التفسخ التحلل . البحث الثالث:هل الجميع ينطبق عليهم قانون البلى ؟ هذا العارض الذي يصيب الإنسان في قبره يعم الجميع ؟ الجواب : كلا هنالك أفراد من أولياء الله لا يعرض عليهم هذا العارض ، وهنالك قضايا كثيرة في التاريخ . القضية الأولى : قضية الحر والشاه اسماعيل الصفوي ( التفصيل في تنقيح المقال للشيخ الماماغاني ره ) القضية الثانية : قضية الشيخ الصدوق ره ، ( التفصيل في روضات الجنات ) القضية الثالثة : قضية حذيقة بن اليمان ، حينما انكشف قبره على ضفاف جدلة في العراق ( التفصيل في كتاب العلماء قدوة وأسوة للإمام الشيرازي). القضية الرابعة: قضية النبي حيقوق ، بعد دفنه بألفين وستمأئة عام ، عندما أرادوا أن يسرقوا جثة هذا النبي. القضية الخامسة : قضية ابن الإمام الصادق بالبقيع. القضية السادسة: قضية رأوس الشهداء في الشام. تفصيل القضايا (4-5-6) في كتاب السيدة زينب للإمام الشيرازي القضية السابعة: عن السيد كوكبي –حفظه الله- يقول : أنه مات أبوه – قبل أكثر من 40 سنة- وكان قد أوصى أن تنقل جثته من تبريز إلى النجف الأشرف حتى يكون في جوار أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، يقول : ولكن ما تمكنا أن ننفذ هذه الوصية فدفنا الميت في تابوت حتى ننقله بعد ذلك للنجف ، مضت على ذلك فترة طويلة حوالي أربع سنوات ثم الطريق انفتح ،فذهبنا وأخذنا ترخيص كتبوا هذا جنازة جثمان لرجل توفي قبل أربع سنوات ، يعني لا يوجد شيء في هذا التابوت ، ثم بعد ذلك أخذنا هذه الجنازة وأتينا بها عبر الحدود ، وصلنا إلى الحدود ، المفتشين رأوا هذه الوثيقة أن هذه جنازة لجثمان رجل ميت قبل أربع سنوات ، يقول : ما اقتنعوا بهذه الوثيقة ، فأصر على أن يفتح هذه الجنازة ، عندما فتح هذه الجنازة لأول مرة بعد أربع سنوات وجد هو ووجدت أنا ووجد الذين كانوا معنا جثمان الوالد السيد علي أصغر الكوكبي وكأنه مات الآن . أربع سنوات مضى على موته ولكن كأنه الآن مات بدون أي أثر للموت. فهذا المفتش قال هذا لا ينطبق مع هذي الوثيقة ، فأصرينا وحاولنا محاولات كثيرة وبالنتيجة تمكنا أن ننقل الجثمان إلى النجف الأشرف. فهذا البلى لا يعم الجميع وإنما أولياء الله سبحانه وتعالى مستثنون من ذلك . البحث الرابع : زيارة المقابر فيها آثار كثيرة : الأثر الأول : الأنس للميت ، الميت يتسلى ويفرح ويأنس بذلك ، فإذا ذهب أهله والذين زاروه تعروه حالة من الإنقباض والوحشة . الأثر الثاني : السلوى ، لا يخلوا أحد منا من المشاكل في هذه الحياة فتضغط على الإنسان وتعتصره أحيانا يشعر الإنسان أن قلبه يتوقف من المشاكل ، ولكن لما يذهب إلى المقبرة ويرى أن هذا المصير يتسلى يخف ما به . الأثر الثالث : استجابة الدعاء ، في الروايات موجود عن قبر الوالدين ، الإنسان يذهب إلى قبر والديه ويدعوا عندهما هذا مؤثر في استجابة دعاءه. الأثر الرابع : التذكر ، فيخرج الإنسان من حالة الإنجراف مع التيار ، الإمام الكاظم عليه السلام رأى ميت يوضع في قبره فقال : (إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيء هذا أوله لحقيق بأن يخاف من آخره) هذه الدنيا بأمولها وعظمتها وجاهها وين تنتهي؟ في هذا المكان . حاكم يملك الكرة الأرضية ويهدد العالم ثم ياخذوه إلى هذا المكان كأنه ما كان. هذا العالم الآخر اللي هذا آوله وعوارضه فأخره كيف ؟ وهناك بركات كثيرة في زيارة المقابر ، نحن مغمورين في هذه الدنيا ، فالإنسان يقلع نفسه ، فيذهب إلى مشهد في حرم الإمام الرضا ، يشعر أنه ارتفع من هذه الدنيا ، مثل أطفال يتنازعون على شيء تافه ، تتعجبون تقولوا على ماذا يتناعزون ؟ الإنسان إذا يرتفع يشوف الناس نزاع وخصام على ماذا ؟ تتعجب في ماذا يفكرون ويتنازعون ؟ زيارة الإمام الرضا تعادل ألف عمرة وألف حجة وآباءه يكون شفعاء له يوم القيامة. هذه الأشياء التي ترتبط بالآخرة هذه فيها بركات كثيرة وآثار كثيرة ، ومنها مما يرتبط بالآخرة المقابر

حتوحشنى يا وزه

وانت كمان ي احبيب وزه والله
بس اكيد احنا حنتكلم على الموبايل

جزاك الله خير يا زيزو

جزاك الله خير

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

نورتونى يا جماعه والله

جزاك الله كل خير

جزانا واياكى