هنا سنتحدث عن فن القصة القصيرة بجوانبه المتعددة
القصة التي اخطأ البعض فظن انها سهلة المنال فكتبها بوحي من هذا الخطأ فتطفل كثيرون على هذا الفن الجميل
و خلط
اخرون ما بينها وبين الخاطرة فوجدنا مسخ لاهو بقصة ولا هو بخاطرة واخطأ
اخرون فوجدنا هنا قصصا تشبه الاطفال الخداج غير مكتملي النمو
ستكون الموضوعات متعددة لكنها كلها تصب في هدف واحد وهو الرقي بهذا الفن الجميل...
:
.
.
بداية سأطرح عليكم تعريفا بسيطا لماهية القصة وعرض لأنواعها :
:
.
.
القصة:
عمل أدبي
يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة يتعمق القاص في تقصيها
والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط
بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي
وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية
معينة.
تعريفها:
يعرفها بعض النقاد بأنها:
حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها..
:
.
.
الأنواع القصصية:
1- الرواية:
هي أكبر الأنواع القصصية حجما..
2- الحكاية :
وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3- القصة القصيرة:
تمثل حدثا واحدا في وقت واحد وزمان واحد يكون أقل من ساعة( وهي حديثة العهد في الظهور)..
4- الأقصوصة:
وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5- القصة:
وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله ويركز فيها جهده ويصورها في إيجاز..
:
.
.
وهنا
اضاءات في دربنا
لتعلم فن رائع هو فن القصة القصيرة الذي " اخذ من الشعر توترة وكثافته ومن الفن الدرامي حركته وسرعة ايقاعه" كما قال بعض النقاد..
اولا:
كيف تتذوق القصة القصيرة ؟؟
(اضاءات سريعة)
1- في البدء يجب قراءة القصة عدة مرات للتعرف الى مضمونها ومحاولة الوقوف على عناصرها وادواتها ولغة الكاتب فيها
ولا بأس من معرفة خلفية عن الكاتب تشي بمضامين قصصة ومفاهيمه وافكاره التي يعبر عنها في كتابته..
2- لنعود
الان الى عنوان القصة من حيث الجدة والتركيب والابتكار والعلاقة بينه وبين
مضمون القصة وادواتها من (زمان ومكان وشخصية) واتفاقه مع الجو النفسي
العام للقصة ....الخ..
3-تاتي جملة الابتداء في القصة :
واهميتها تاتي بانها تقود القارئ الى الاقبال على القصة او النفور منها وقد تكون دليلا للحكم على اسلوب الكاتب ومنهجة ..
4- الشخصية القصصية :
هل
استطاع الكاتب رسم الشخصية بدقة ؟؟ بداية من اختيار الاسم وانسجام هذا
الاسم مع صفات الشخصية او مستواها المادي او الاجتماعي او الثقافي
وارتباطه بالبيئة او الموروث من عادات وتقاليد
وماهي وسائل الكاتب في اظهار هذه الشخصية ودرجة اقتناعنا بها وبالفكرة التي تحملها ؟..
5- الحدث :
في القصة القصيرة يجب ان يكون هناك حدث رئيسي واحد حتى وان تعددت الاحداث الجزئية
وهذا الحدث يجب ان ننتبه له من حيث الواقعية ومستوى معقوليته وفنية الكاتب في تجسيدة وتصويره ..
6- الزمان والمكان :
فهل الزمان الذي يستغرقة الحدث زمن خارجي او نفسي داخلي ؟ وكيف عبر عنه القاص وهل للمكان دلالة ما في سياق القصة ؟
7-الوحدة :
وحدة
الهدف والحدث والانطباع فالفكرة الاساسية من القصة يجب ان تكون واضحة
تماما وتستاثر اهتماما القارئ ولا تشتته وتدخله في اجواء القصة من البداية
حتى اخر كلمة..
الوحدة عنصر مهم جدا تظهر منه حذاقة القاص وفنيته في كتابة قصة جيدة ..
8-اللغة القصصية :
هذا ما يميز كاتب عن اخر فلكل كاتب لغة قصصية خاصة به ومفردات وتراكيب يلجأ اليها ..
فاللغة هي وسيلة الكاتب في ايجاد قصة ذات بنية جمالية وفنية تشي بالمضمون وتميز الكاتب في ذات الوقت..
:
.
.
:
.
.
كانت هذه بعض الاشارات السريعة للدخول الى عالم القصة القصيرة الجميل..
:
.
.
ثانيا:
كيف تكتب قصة قصيرة؟؟
1- أول
مميزات القصة القصيرة هو حجمها فهي لا تزيد عادة عن عشرين أو ثلاثين صفحة
كما قد تصغر إلى أن تكون صفحة أو صفحتين وهذا هو الحجم المناسب للنشر في
مواقع شبكة ( الإنترنت ) .او حتى في الكتب..
2- ومع أهمية الحجم فإنه ليس الفارق الجوهري بل إن أهم عناصر القصة القصيرة هو الفكرة أو الحدث الذي تقوم عليه القصة
وأهم ما
يميز الحدث فيها أنه مركز وبسيط ومختصر فإذا كانت القصة أو الرواية تشبه
الشريط السينمائي في امتداده وتتابع مشاهده فإن القصة القصيرة تشبه المنظر
الذي تلتقطه آلة التصوير دفعة واحدة ومن زاوية واحدة ..
3- لكي يصل الكاتب إلى هذا التركيز والتكثيف الذي تتميز به القصة القصيرة فإنه :
أ- يختار مشهدا معينا أو حادثا أو شخصيّة في موقف أو ما شابه ذلك من جزئيات الحياة اليومية ..
ب- ثم يعطي هذا المشهد شكلا فنيّا له بداية وعقدة ونهاية يصلح التوقف عندها ..
4- شخصيات القصة القصيرة محدودة وقليلة هي أحيانا شخصية واحدة أو شخصيتان ..
5- والزمان الذي تمتد عليه حوادث القصة القصيرة محدود بيوم أو أيام وربما ساعات أو لحظات ..
6- والمكان كذلك محدود لا يتعدى حدود البلد الحي ..
7- والحدث الأساسي الوحيد أو الشخصية الرئيسية هو الذي يقود البناء اللغوي ..
8- وإذا استعمل الحوار فإنه :
أ- يكون مختصرا يطوي دلالاته ورموزه في أقل قدر من الكلمات ..
ب- ويكشف عن طبائع الشخصيات وسماتها النفسية متضامنا مع الحركة الحسيّة
والتحليل النفسي والوصف الخارجي ..
9- وتنتهي القصة القصيرة عادة بلحظة التنوير وهي التي تمثل ختام الحادث ..
10- وبقدر ما يكون الختام طريفا ومفاجئا ومرتبطا بما مضى من القصة تكون روعته وتوفيقه ..
11- كما أن استطاعة القارئ أن يعرف نهاية القصة قبل أن ينهي قراءتها يفسدها تماما ..
:
.
.
:
.
.
وهذه بعض النصائح لكتابة القصه القصيرة:
هل قرأت يوما كتابا .. وقلت في نفسك ( حبذا لو أكتب أنا أيضا قصة ؟ ) ..
تعالوا معي ..
لنترجم الحلم .. الى واقع .. فلست بحاجة الى معجزه لتكتب القصة .. كل ما تحتاجه هو:
الإرادة ..
الفكر ..
الهدوء ..
والورقة والقلم ..
لكتابة قصة !!!
مستعدون .. اذن هيا بنا ...
:
.
.
:
.
.
الإلهام :
حاول أن تستلهم وتستوحي من مخيلتك أجواء القصة والأحداث . ومن المهم أن تكون الفكرة جيدة وشائقة لنجاح القصة ..
تذكر :
ابق دفتر ملاحظات وقلم في متناول يدك في أي مكان . دون دائما الأفكار التي تخطر في بالك
اقرأ كتبا متنوعة لتكوّن مجموعة واسعة من الأفكار التي يمكن أن تفيدك ..
البداية :
يمكنك أن تحدد مجموعة من الأفكار التي ستشكل القصة فترسم مخططا
واضحا عما تريد الكتابة عنه . كما يمكنك أن تبدأ الكتابة .. وتترك تطور الأحداث حسب الشخصيات ..
استوحي القصة من حادثة حصلت معك أو أمامك .. أو مع أحدهم وامزج الواقع بالخيال ..
تذكر جيدا :
أن لكل قصة بداية وعقدة ونهاية . ويمكنك أن تبدأ من النهاية ثم تسرد الأخبار كما حصلت ..
البطل أو البطلة :
من هم أبطال قصتي ؟ حدد هوية كل شخصية بالتفصيل . دون الأسماء وارسم لكل شخصية طباعها وأفكارها لتتعرف إليها عن كثب ..
لتتمكن من رسم صورة محددة .. اختار الأسماء لهم ..
أو ابتكر أسماء وهمية ..
قاوم التعب :
اذا شعرت
بأنك مسجون داخل فكرة .. ولا تعرف كيف تعبر عنها .. أو أن قلمك عاد لا
يسرح على الورق وجفت الأفكار .. خذ قسطا من الراحة .. اخرج من المنزل ..
اعمل أي شيء ..
ولكن لا تمسك كتابا !!! ولا تخف فخ النسيان .. بعد الراحة ستعود الأفكار الى ذهنك حتما ...
القراءة :
بعد انهاء القصة التي كتبتها .. اترك الفكرة بضعة أيام وانسها تماما ثم عاود قراءتها ..
ستلاحظ
مجموعة من الأخطاء الإملائية .. كما أنك ستضيف تعديلات أساسية أو ثانوية
على القصة .. قد تغير مجرى الأحداث .. كذلك يمكن أن تكون دون تأثير ..
ستشعر حتما بالرضى عن النتيجة النهائية التي تحصل عليها .. ولا تبدأ القصة الثانية إلا بعد مرور وقت طويل من الراحة والاستجمام ..
:
.
.
:
.
.
واخيرا ... نتمنى رؤية انامل مبدعه من الجميع .