مفيش صاحب يتصاحب
....................................
ليس يبعد هذا عليكم إلا أنكم لم تروا صديقا لصديق ولا كنتم أصدقاء علي التحقيق
أولا يجب أن نعرف لماذا نتخذ أصدقاء والإجابة لأن كل إنسان في هذه الحياة لا يقدر أن يمشي وحده في الدنيا لذلك تنشأ رابطة الصداقة والإنسان عديم الأصدقاء هو في الواقع ليس طبيعيا في مشاعره فهو بهذا يعيش في كرب لا يطاق وتفوته أشياء ولكن حقا ليس كل صاحب يتصاحب
إخاء الناس ممتزج
وأكبر فعلهم سمج
هناك ناس يعشقون أنفسهم فهم يصاحبوك وخلاص بلا تفاهم
فاما أن تكون أخي بحق
فأعرف منك نصحك من غشك
وإلا فاطرحني وأتخذني
عدوا أتقيك وتتقيني
وقد راجعت نفسي كثيرا فوجدت لي أصحاب كثيرون مالهم حصر ولم أجد لي فيهم صديق
أري قوما وجوههم حسان
إذا كانت حوائجهم الينا
فان كانت حوائجنا اليهم
تغير حسن أوجههم علينا
ومنهم من سيمنع ما لديه
ويغضب حين نمنع مالدينا
فان يك فعلهم سمجا وفعلي
قبيحا فقد استوينا
إني صاحبت أناس مالهم عدد وكنت أظن أني قد ملأت يدي لما بلوت أخلائي وجدتهم
كالدهر في الغدر لم يبقوا علي أحد
إن غبت عنهم فشر الناس يشتمني
وإن مرضت فخير الناس لم يعد
وإن رأوني بخير سائهم فرحي
وإن رأوني بشر سرهم نكدي
تذكرت حينها كم كانوا يتسببون لي في مشاكل وكم كانوا سخفاء يحبون أن يجعلوني مخطئ لأن العزة تأخذهم بالإثم وتذكرت كم مرة تخاصمنا وأتوا يعتذرون لي وتذكرت كم كنت أجاهد نفسي فأنسي إسائتهم وأقبل الإعتذار فيبخسون حقي وتمر الأيام بحالة روتينية وكأني أعطيهم حقوقهم لا أستفيد من المشي معهم إلا النقد السخيف والتوبيخ والظن السئ والغيبة وحينما حدثت آخر مشكلة ظهر كل واحد علي حقيقته فالناس كلهم طيبون ولكن حينما يأتي الإختبار يسقطون والإنسان في حالته الطبيعية لا يظهر علي حقيقته ولكن حينما ينفعل تظهر ملامحه الحقيقية فخرج منهم أشخاص آخرين فهناك من ظهرت سلاطة لسانه وهناك من ظهر سوء ظنه وهناك من ظهر غروره الإنسان يلبس أمامك ثوب الصديق وفي أول ضيق يحدث تجد الثوب قد وقع وارتدي ثوب إبليس فضلا عن ارتداء ثوب العدو وربما تبادر إلي الذهن أن كل إنسان فينا عنده عيوب نعم هذا صحيح ولكن هناك فرق كبير بين العيوب وبين قلة الأدب فالعيب شئ لا سبيل للخلاص منه أما سوء الأدب فهو الثياب التي يرتديها كل منا في أوقات غضبه كأن يشتم أو يسب أو يظن أو يحكم كل هذه أساليب أو مبررات فمن ظهر بها أمامك فأعلم أنها نقص أدب وليست عيوب لذلك قررت أن أحذف ناس كثيرون من عقلي هم ليسوا أصحاب ولكن هم شياطين الإنس وبدأت أختار ناس يطلق عليم أصحاب وأعتقد أن هذا أحسن قرار أخذته في حياتي فما أروع أن تتخذ من بين القوم صديق حتي وإن كان واحدا وإن لم تجد فالوحدة خير من صديق زائف لذلك عاهدت نفسي أن لا أقبل صديقا متملقا ولا مداهنا ولا خائنا يبيع أيامي بأبخس الأسعار ولا أنانيا مفتونا بنفسه عاشقا لها تهمه نفسه ولا يهمه غيره ممكن أن يتبادر إلي الذهن الآن أني أبحث عن شئ مستحيل ولكن أنا أبحث عن كلمة صديق التي هي اكبر مستحيل وأخيرا أقول لك إذا لم تجد من يحبك فلا تكره نفسك ولاتعجب
من كلامي عن الصداقة فقد أشار إلي هذه الغريبة الشاعر بقوله
روحه روحي وروحي روحه
إن يشأ شئت وإن شئت يشاء
وأختم بأبيات للإمام الشافعي يقول فيها
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبرا للحبيب ولو جفا
ولا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من قد صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجئ تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام علي الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته