تَروِي فَتَاة قِصَتَهَا وَ تَقُولْ :
وَقَعتُ فِي الحُب لِدَرَجِةِ أَنِي نَسِيتُ مَن هُم أَهلِي ،
لِدَرَجَةٍ عَرَفتُ فِيهَا بِكُلِ تَأكِيد أَنَ قَلبِي لَن يَعِيشَ بِدُونِ وُجُودِه فِي حَيَاتِيْ. .
... كَانَ يُحِبنُي وَ أُحِبُه ،
بَينَنَا أَخذ وَ عَطَاء. . وَ مَوَدَة وَ غِيرَةْ. .
لَم يَكُن هُنَالِكَ أَحَدٌ مِن أخوَانِه يِعرفُ إِسمِيْ ،
لِأَنَهُ كَانَ شَدِيدَ الغِيرَةِ عَلَي. .
كَانَ بَينَنَا ضَحِك وَ طِيبَةُ رُوحْ ~
وَ كُنَا نَذهَبُ إِلَى الأَمَاكِنِ المَفتُوحَة دُونَ خَوفْ. .
وَ فِي يَومٍ مِنَ الأَيَامْ. .
تَأَخر وَالِدِي وَ لَم يَستَطِع أَن يَأتِي وَ يَأخُذنِي مِن مَنزِلِ صَدِيقَتِيْ ،
فَأَخبَرتُهُ بِأَنِي سَأَرجِعُ مَع إِحدَى رَفِيقَاتِيْ . .
فَوَافَقَ وَالِدِي عَلَى ذَلِكْ ~
وَ أَوصَلَنِي حَبِيبِي ،
وَ نَحنُ فِي الطَرِيق. .
مَرَرنَا بِطَرِيقٍ مُظلِم فَأَوقَفَ سِيَارَتَهُ لِكَي يَحضُننِي ،
فَنَسِيتُ مَن أَنَـا !
وَ رَأَيتُ الحَرَامَ حَلَال. .
كَانَ يَنظُرُ إِلَى عَينَيَّ بِرِقَةٍ وَ حَنَانْ ،
وَ كُنتُ مُسَلِمَة نَفسِي لَهُ وَ لَكِّنْ. .
وَ فَجأَة تَوَقَف وَ بَدَأَ ( بِالبُكَاءِ الشَدِيدْ )
فَقَلِقتُ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ السَبِب ؟!
فَأَجَابنِي :
إِن فَعلَ مَن يُحِبُكِ ذَلِكَ بِكِ ،
فَإِنَهُ بِالتَأكِيدِ لَا يُحِبُك. .
لَم أَستَطِع أَن أَفعَلَ ذَلِكَ بِكِ ،
لِأَنَنِي أُحِبكِ. .
وَ كُلَمَا نَظَرتُ إِلَى عَينَيكِ البَرِيئَة ،
أَرَى كَم تُحِبِينِي وَ مَدَى حَنَانِك وَ عَطفِكْ، وَ حُبِكِ الدَافِيْ. .
وَ صَرَخَ بِيَ أَلَا تَفهَمِيْ ؟!!
[ أَنَـا أَعشَقكْ ] ~
فَأَوصَلَنِي بَعدَهَا إِلَى مَنزِلِيْ ،
وَ إِكتَشَفتُ كَم يُحِبُنِي وَ كَم أُحِبُهْ. .
لَم أُرِد التَحَدُثَ إِلَيهِ لِيلَتَهَا ،
فَلَقَد أَحسَستُ بِالذَنبِ الشَدِيد وَ الخَوفْ. .
وَ لَم يُعَاوِد الإِتِصَالَ بِي بَعدَهَا ~
وَ بَعدَ أَربَعَةِ أَيَام رَأَيتُه فِي مَنزِلِيْ ،
طَالِبَاً يَدِي مِن وَالِدِيْ. .
وَ حِينَهَا هَمَسَ لِيَ قَائِلاً :
أَلَم أَقُل لَكِ أَنِي [ عَاشِقْ ] ؟
هَكَذَا الرِِجَالُ يَعشَقُونْ ،
فَمَن أحَبَكِ صِدقَاً سَيُحَافِظ وَ يَخَافَ عَلَيكِ حَتَى تَكوُنِي نَصِيبَهُ بِالحَلَالْ ~ —