أولاً: تعريف الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية
هناك العديد من التعريفات المعاصرة للممارسة العامة، ولكن لا يوجد اتفاق على تعريف لها. ولقد أقر مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية CSWE أن جميع البرامج الدراسية سوف تقدم تعريفاتها الخاصة وأسسها المنطقية، ولقد تمت الموافقة على بعض الخصائص المشتركة، وسوف نعرض فيما يلي التعريفات الخاصة بالممارسة العامة.
التعريف الأول:
الممارسة العامة هى "وجهة نظر معينة لطبيعة ممارسة الخدمة الاجتماعية، تركز على إقرار العدالة الاجتماعية، وتؤكد على أن بؤرة اهتمام الأخصائي الاجتماعي ينصب على المشكلات الاجتماعية والحاجات الإنسانية، وليس على تفضيل المؤسسة لتطبيق طريقة معينة للممارسة، ويؤكد هذا المنظور على عمل ما يحتاج إلى أن يتم عمله لتحديد المشكلة، وعلى ذلك فإن الأخصائي الاجتماعي يختار النظريات والطرق مستخدماً منظور الأنساق البيئية Ecosystems Perspective وعملية حل المشكلة Problem Solving Process كموجهات لعمله.
التعريف الثاني:
يُعرف "ديريزوتس" Derezotes الممارسة العامة بأنها "اتجاه شامل للممارسة يركز على المسئولية المتبادلة بين نسق الأخصائي الاجتماعي ونسق العميل في التعامل مع مشكلات العملاء في البيئة حيث يتضمن نسق العميل مكونات شخصيته المتعددة وأسرته وزملاءه ومجتمعه المحلي، والمجتمع العالمي أيضاً.
التعريف الثالث:
وتعرف "جوهنسون" Johnson الممارسة العامة بأنها "إطار للعمل يتضمن تقدير كل من الأخصائي والعميل للموقف لتحديد النسق الذي يجب أن يوجه إليه الاهتمام، وتركيز الجهود لتحقيق التغيير المطلوب فيه؛ حيث ينصب تركيز الاهتمام على الفرد أو الأسرة أو الجماعة الصغيرة أو المنظمة أو المجتمع المحلي.
التعريف الرابع:
الممارسة العامة على أنها "الإطار الذي يوفر للأخصائي الاجتماعي أساساً نظرياً انتقائياً للممارسة المهنية؛ حيث أن التغيير البناء يتناول كل مستوى من مستويات الممارسة (من الفرد حتى المجتمع)، وتتمثل المسئولية الرئيسية للممارسة العامة في توجيه وتنمية التغيير المخطط Planned Change أو عملية حل المشكلة Solving Problem.
التعريف الخامس:
يشير "روبرت باركر" Robert Barker أن الأخصائي الاجتماعي "الممارس العام" هو الذي يكتسب معارف الممارسة ومهاراتها على نطاق واسع دون الارتباط بإطار نظري معين أو طريقة معينة؛ حيث يقوم بتقدير مشكلات العملاء وإيجاد الحلول المناسبة لها بصورة شمولية متكاملة تتناول جميع الأنساق التي تتضمنها هذه المشكلات.
التعريف السادس:
الممارسة العامة أيضاً إلى قدرة الأخصائيين الاجتماعيين على العمل مع مختلف الأنساق مثل الأفراد والأسر والجماعات الصغيرة والمنظمات والمجتمعات مستخدمين إطاراً نظرياً فعالاً يتيح لهم الفرصة لاختيار ما يتناسب من أساليب واستراتيجيات للتدخل مع مشكلات ومستويات هذه الأنساق.
التعريف السابع:
تعرف كل من "أشمان وهيل" Kirst – Ashman & Hull الممارسة العامة بأنها تقوم على استخدام قاعدة المعارف الانتقائية، والقيم المهنية، ومجموعة عريضة من المهارات لاستهداف أنساق من أي حجم لتحقيق التغيير مع أي من هذه الأنساق من
خلال أربعة عمليات أساسية هي:
- تتطلب الممارسة العامة العمل بشكل فعال من خلال البناء الهيكلي للمؤسسة وتحت الإشراف المهني.
- أنها تتطلب مجموعة متنوعة من الأدوار المهنية.
- تطبيق مهارات التفكير النقدي Critical Thinking خلال عملية التغيير المخطط.
- تؤكد الممارسة العامة على تمكين العميل Client Empowerment.
1- قاعدة المعرفة الانتقائية:- An Eclectic Knowledge Base
حيث تشمل هذه القاعدة معارف مرتبطة بكل من مجالات الممارسة ونظرية الأنساق العامة والمنظور الأيكولوجي (البيئي)، إلى جانب معارف مرتبطة بالسلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية، وسياسات الرعاية الاجتماعية والخدمات، ومعارف تتصل بممارسة الخدمة الاجتماعية، ومعارف تتصل بالبحث.
2- تطبيق مجموعة عريضة من المهارات لاستهداف أنساق من أي حجم:-
Application of a Wide Range of Skills to Target System of any Size
لذا فإن منظور الممارسة العامة يشمل قاعدة من المهارات للعمل على مستوى الوحدات (الصغرى – المتوسطة – الكبرى) من الممارسة.
3- مجموعة متنوعة من الأدوار المهنية A Wide Range of Roles.
4- مهارات التفكير النقدي:- Critical Thinking Skills
حيث يمكننا أن نلخص عمل الأخصائي الاجتماعي "الممارس العام" في قدرته على الإلمام بمجموعة من المعارف الانتقائية، والتزامه بالقيم المهنية، وتطبيقه لمجموعة عريضة من المهارات المهنية مع عدد من أنساق العميل ذات الأحجام المختلفة، وكفاءته في تبني مجموعة عريضة من الأدوار، ولكن من المهم أن يكون لدى الممارس العام القدرة على تطبيق التفكير النقدي عند استخدامه لعملية التغيير المخطط. ويوضح "Lindsay" 1995 أن التفكير النقدي هو القدرة على استخدام عمليات تفكيرية (عقلية) لتقييم العبارات والمناقشات والتجارب (وذلك بعيداً عن التحيز والانفعال). وبعبارة أخرى إن التفكير النقدي يمثل القدرة على اختبار مصداقية الفروض، وأيضاً اختبار مصداقية بعض الأشياء التي قد يؤمن بها الآخرون ويعتبرونها حقائق، إذن كل شىء قابل للاختبار والتمحيص بناء على التفكير النقدي باستخدام أسلوب منهجي وعلمي.
5- التغيير المخطط Planned Change.
6- التمكين Empowerment
يُتبع ....