أعلم جيدا حساسية الموقف
واعلم جيدا ان الحديث عن الفتنة الطائفية فى هذه اللحظة حرج جدا
لكننى ايضا واثق ان معالجة جذور المشاكل يقضى عليها نهائيا
وما نعانيه فى مصر حاليا يعود اولا واخيرا الى المشاكل الاقتصادية
حيث تعد المشاكل الاقتصادية والتخلف من أهم دعائم العنف
بل يعد الفقر وعدم عدالة التوزيع اهم روافد العنف فى المجتمع، وحتى نتمكن من معالجة مشاكل العنف فاننا فى حاجة اولا الى معالجة اسباب الخلل الاقتصادى.
الكل يعرف المشكلة كما ان الجميع يعرف الحل
المشكلة تكمن فى عدم وجود عدالة توزيع للدخل فى مصر
ويكمن الحل فى اتخاذ مجموعة من الاجراءات والتدابير لضمان عدالة التوزيع
الا ان التدابير التى يتم اتخاذها غالبا ما تؤدى الى توسيع الفوارق بين الطبقات فى مصر
وهذا يوسع قاعدة السخط، والشعور بعدم الانتماء .
هذا الشعور يجعل شبابنا وبناتنا عرضة لكل من يحاول النيل من امن مصر .
خاصة من خلال النفخ فى نيران الطائفية.
وتأجيج المشاعر الدينية المعادية للاخر.
رغم ان كل الاديان هى دعوة للاخاء والتسامح والسلام.
الا ان شياطين الظلام ومصاصى الدماء دائما ضد الدين.
وهل ما حدث فى الاسكندرية له علاقة بما حدث فى العمرانية ؟
وهل هناك علاقة بما يشاع حاليا من ان مصر فى حاجة الى موجة جديدة من الاصلاح الاقتصادى قد تؤدى الى مشاكل جديدة
وصفها معالى رئيس الوزاء نفسه بأنها سوف تؤدى الى ارتفاع هائل فى معدلات النمو الا ان اثر هذا النمو سوف يظهر على الاغنياء ولن يظهر بالضرورة على الفقراء؟
اى ان مصر مقبلة على مرحلة سوف يتم فيها عرض حزمة من القوانين والسياسات تزيد الغنى غنا وتزيد الفقير فقرا
الا تستحق هذه المعطيات من كل صاحب فكر ان يفكر فيها
واننى اسلم ان مصر بالفعل مستهدفة واننا فى حاجة الى تكاتف الجهود لمواجهة الاخطار الخارجية.
لكننى ايضا اطالب بأن يتشارك الجميع المصير.
فلا يعقل ان اقبل بقتل ملايين البسطاء لتأمين حياة النافذين واصحاب الحظوة.
نحتاج الى اصلاح يراعى مصالح الطبقات العريضةمن الشعب المصرى التى دفعت جهدا ودما وعرقا فى سبيل تنمية هذا الوطن.
واذا كان المطلوب كما اشار معالى رئيس الوزراء تكاتف قوى الشعب ككل
فاننى لا اعتقد ان هناك من يرفض المشاركة فى تنمية مصر
لكننى اعتقد ان من يشارك يحتاج ان يشارك فى كل شئ
يشارك فى العمل ويشارك فى ثمرة العمل
فلا يعقل ان يعمل الانسان لتذهب نتيجة هذا العمل الى من لم يعمل
لا يعقل ان يتحمل المواطن المصرى قسوة الاصلاح الاقتصادى لتذهب الحصيلة الى فئة معينة ويحرم هو منها.
ومن هنا فالجميع مطالبون بالتعاون وبذل الكثير والكثير من العمل والجهد
لكن شرط الاتفاق اولا على اعطاء كل ذى حق حقه