لم يسبق أن نجح لاعب في الحصول على حب بل عشق جماهير النادي الأهلي بدون أن يلعب مثلما هو الحال مع الشاب الجزائري أمير سعيود، وهذا في حد ذاته أمر قد يبدو غريباً للغاية.
فجمهور الأهلي لا يتقبل بسهولة اللاعب الأجنبي لأنه ينتظر دائماً اللاعب السوبر، وهو أمر يضع ضغوط غير طبيعية على أي لاعب أجنبي ينضم للفريق لأن الأهلي لن يضم لاعب أجنبي بخبرات تمنحه أفضلية في التعامل مع الضغط الجماهيري لأسباب عديدة يطول شرحها.
ولكن مع سعيود الأمر يبدو مختلفاً، جمهور الأهلي شاهد أمير سعيود في عدد قليل من المباريات أغلبها ودي ولكن موهبته فرضت نفسها على قلوب الجماهير فحدث الارتباط الذي نراه بين الأهلاوية وسعيود حتى أطلقوا عليه ميسي العرب.
ولكن كيف يصبح سعيود ميسي العرب بالفعل؟ أعتقد أن أول خطوة لسعيود ليصل لهذه المرحلة بدأت عندما "ركنه" حسام البدري على الدكة خلال فترة قيادته للفريق، فلو تولى البدري مسئولية بناء عقلية سعيود كلاعب كرة محترف لكانت نهايته فورية!
وربما يكون بقاء سعيود على الدكة لمدة عامين تقريباً في النادي الأهلي أمر في صالحه وليس ضده بسبب حصوله على وقت طويل عرف من خلاله كيف تسير الأمور في الكرة المصرية بالإضافة الى وجود حالة من التشوق لدى الجماهير لمشاهدته في الملعب.
وبالتأكيد سيكون أمير سعيود أكثر المستفيدين من عودة الساحر جوزيه لأنه سيجد من يؤسسه ويمنحه القدرة الصحيحة على أن يصبح لاعب ذو مستقبل مبهر لأن البرتغالي يعلم جيداً كيف يصنع النجوم في مصر.
ولكن كل ما أخاف منه هو أي يسقط سعيود بسبب سعيود .. فالعدو الأكبر لأمير سعيود سيكون نفسه لو أنه لم يستغل الفرصة الحقيقية التي حصل عليها وسيحصل عليها ليكون لاعب له قدره في عالم كرة القدم.
كما أخاف من أن يشعر سعيود بالرغبة في الخروج السريع الى اوروبا فيحرق نفسه ويخسر فرص بناء مستقبله بالشكل السليم، ولا يمكن أن أخفي أن جزء من داخلي في هذا الأمر يعود لرغبتي في أن يحتفظ الأهلي بهذه الموهبة بين صفوفه، فلا يمكن أن يتواجد بين صفوف فريقك لاعب مثل سعيود كل يوم