وقفت
من خلف الزجاج ترقبها،وحولها يلتف الاطباء فى قلق بالغ،يحاولون
اسعافها،نبضاتها ضعيفه خافته،لم تفاجئها تلك الازمة من قبل،فهى لاتزال
صغيرة على تلك النوبات القلبية الحاده،بدأت نبضاتها تخفت وتخفت،لم يعد
يسمعها الا صاحبتها،تلك التى ترقبها من خلف الزجاج،ودموعها تنساب كشلال
هادر،ولما لا،وهى اقرب المخلوقات اليها،سرحت لحظات على ذكرياتهما معا،كيف
كانا دوما معا،يقتسمان فى حياتهما كل شئ جميل،حتى الدمعه كانا يتقاسماها
معا،ظلت تتذكر لحظاتهما معا،حينما كانت تمتزج دموعهما ببسماتهما،تذكرت قصة
حبهما ،فحتى الحب قد دق بابهما فى وقت واحد،تذكرت كيف احبتا شخصا واحد،ورغم
هذا لم يختلفا ولم يستطع هذا الحب ان يفرقهما،فقد كان ما بينهما اكبر
بكثير من كلمة الفراق،و......
خرج الاطباء فجأه من غرفتها،يكسوهما وجوما عجيبا،نطقوا معا كلمة واحدة،ماتت...
لم
تصدق،صرخت فيهم بشده،محال ان تموت،اقتحمت غرفتها،و....رأتها،وقد غادرتها
الروح،وقفت صامته،تعجز عن الكلام،تعجز عن البكاء،وتوقفت تلك الصوره،فى مشهد
مهيب،يليق بمكانة من مات،ومرارة من تذوق الفراق،وهنالك فى ركن بعيد
مظلم،وقف يبكى بشده،يبكى ويبكى،فاليوم ماتت اقرب مخلوق اليه.
نظر اليها نظرة وداع اخيره،وغادرتاركا خلفه،مشهدا لم يراه احد،ولن يراه احد.
شفاة تبكى،من اجل كلمة ماتت......كلمة احبك